فصل: حديث الخصوم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نصب الراية لأحاديث الهداية **


 حديث الخصوم

أخرج البخاري، ومسلم ‏[‏عند البخاري في ‏"‏النكاح - باب تزويج المعسر‏"‏ ص 761 - ج 2، وعند مسلم فيه ‏"‏باب الصداق، وجواز كونه تعليم القرآن‏"‏ ص 157 - ج 4‏]‏ عن سهل بن سعد الساعدي، قال‏:‏ جاءت امرأة إلى النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فقالت‏:‏ يا رسول اللّه جئت أهب لك نفسي، فنظر إليها، وصعد النظر فيها، وصوبه، ثم طأطأ رأسه، فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها بشيء، جلست، فقام رجل من أصحابه، فقال‏:‏ يا رسول اللّه، إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها، فقال‏:‏ هل معك شيء‏؟‏ قال‏:‏ لا واللّه يا رسول اللّه، قال‏:‏ اذهب إلى أهلك فانظر هل تجد شيئًا، فذهب، ثم رجع، فقال‏:‏ لا واللّه ما وجدت شيئًا، فقال عليه السلام‏:‏ انظر ولو خاتمًا من حديد، فذهب، ثم رجع، فقال‏:‏ لا واللّه يا رسول اللّه ما وجدت شيئًا، ولا خاتمًا من حديد، ولكن هذا إزاري، فلها نصفه، فقال عليه السلام‏:‏ ما تصنع بإِزارك‏؟‏‏!‏ إن لبسْته لم يكن عليها منه شيء، وإن لبسَته لم يكن عليك منه شيء، فجلس الرجل حتى طال مجلسه، ثم قام، فلما رآه النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ موليًا أمر به، فدعي، فلما جاء، قال له‏:‏ ما معك من القرآن‏؟‏ قال‏:‏ سورة كذا وكذا، عددها، فقال‏:‏ تقرأهن عن ظهر قلبك‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قال‏:‏ اذهب، فقد زوجتكها بما معك من القرآن، انتهى‏.‏

- حديث آخر‏:‏ رواه أبو داود في ‏"‏سننه‏"‏ ‏[‏عند أبي داود في ‏"‏النكاح - باب قلة المهر‏"‏ 287 - ج 1‏.‏‏]‏ حدثنا إسحاق بن جبريل البغدادي ثنا يزيد ثنا موسى بن مسلم بن رومان عن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللّه أن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، قال‏:‏ من أعطى في صداق امرأة ملء كفيه سويقًا أو تمرًا، فقد استحل، انتهى‏.‏ قال أبو داود‏:‏ ورواه عبد الرحمن ابن مهدي عن صالح بن رومان عن أبي الزبير عن جابر موقوفًا، انتهى‏.‏ وقال عبد الحق‏:‏ لا يعوَّل على من أسنده، قال الذهبي في ‏"‏الميزان‏"‏‏:‏ إسحاق هذا لا يعرف، وضعفه الأزدي، ومسلم بن رومان يقال‏:‏ إن اسمه صالح، وهو مجهول، وروي عن أبي الزبير، وعنه يزيد بن هارون فقط، انتهى‏.‏

- حديث آخر‏:‏ أخرجه الترمذي، وابن ماجه ‏[‏عند الترمذي في ‏"‏باب ما جاء في مهور النساء‏"‏ ص 143 - ج 1، وعند ابن ماجه في ‏"‏باب صداق النساء‏"‏ ص 137‏.‏‏]‏ عن عاصم بن عبيد اللّه عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة عن أبيه أن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ أجاز نكاح امرأة على نعلين، انتهى‏.‏ قال الترمذي‏:‏ حديث حسن صحيح، قال ابن الجوزي في ‏"‏التحقيق‏"‏‏:‏ عاصم بن عبيد اللّه، قال ابن معين‏:‏ ضعيف، لا يحتج به، وقال ابن حبان‏:‏ كان فاحش الخطأ فترك ‏[‏قال في ‏"‏الجوهر النقي على هامش البيهقي‏"‏ ص 239 - ج 7‏:‏ قلت‏:‏ أنكر على عاصم بن عبيد اللّه هذا الحديث، قال‏:‏ أبو حاتم الرازي منكر الحديث، يقال‏:‏ ليس له حديث يعتمد عليه، فقال له ابنه‏:‏ ما أنكروا عليه، فذكر أبو حاتم هذا الحديث، قال‏:‏ وهو منكر، انتهى‏]‏‏.‏

- حديث آخر‏:‏ أخرجه الدارقطني في ‏"‏سننه‏"‏، والطبراني في ‏"‏معجمه‏"‏ عن محمد بن عبد الرحمن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، قال‏:‏ أدوا العلائق، قيل‏:‏ ما العلائق‏؟‏ قال‏:‏ ما تراضى عليه الأهلون، ولو كان قضيبًا من أراك، انتهى‏.‏ وهو معلول بمحمد بن عبد الرحمن البيلماني، قال ابن القطان‏:‏ قال البخاري‏:‏ منكر الحديث، ورواه أبو داود في ‏"‏المراسيل‏"‏ عن عبد الرحمن بن البيلماني عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ نحوه، قال ابن القطان‏:‏ ومع إرساله فيه عبد الرحمن أبو محمد لم تثبت عدالته، وهو ظاهر الضعف، انتهى‏.‏

- حديث آخر‏:‏ أخرجه الدارقطني أيضًا ‏[‏عند الدارقطني في ‏"‏النكاح‏"‏ ص 391، وفي سنده أبو هارون العبدي اسمه‏:‏ عمارة بن جوين - بضم الجيم، وفتح الواو، وسكون التحتانية، وبنون - كذا في هامش ‏"‏التهذيب‏"‏ ص 412 - ج 7 عن ‏"‏المغني‏"‏‏.‏‏]‏ عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، قال‏:‏ لا يضر أحدكم، بقليل من ماله تزوج أم بكثير، بعد أن يشهد، انتهى‏.‏ قال ابن الجوزي‏:‏ وأبو هارون العبدي اسمه عمارة بن جوين، قال حماد بن يزيد‏:‏ كان كذاباّ، وقال السعدي‏:‏ كذاب مفتر، انتهى‏.‏

قوله‏:‏ والمتعة ثلاثة أثواب من كسوة مثلها، وهي‏:‏ درع، وخمار، وملحفة، وهذا التقدير مروي عن عائشة، وابن عباس، قلت‏:‏ أخرجه البيهقي ‏[‏عند البيهقي في ‏"‏السنن - باب التفويض‏"‏ ص 244 - ج 7‏.‏‏]‏ عن ابن عباس‏.‏

- الحديث الثاني‏:‏ قال عليه السلام‏:‏

- ‏"‏لها مهر مثل نسائها‏"‏،

قلت‏:‏ أخرجه الأئمة الأربعة في ‏"‏سننهم‏"‏ ‏[‏عند الترمذي ‏"‏باب ما جاء في الرجل يتزوج المرأة فيموت عنها قبل أن يفرض لها‏"‏ ص 148 - ج 1، قال الترمذي‏:‏ والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم وغيرهم، وبه يقول الثوري، وأحمد، وإسحاق، وقال الشافعي‏:‏ إذا تزوج الرجل امرأة، ولم يدخل بها، ولم يفرض لها صداقًا حتى مات لها الميراث، ولا صداق لها، وعليها العدة، وقال‏:‏ ولو ثبت حديث بروع بنت واشق لكانت الحجة فيما روي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، الخ‏]‏ عن سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة، واللفظ للترمذي، قال‏:‏ سئل ابن مسعود عن رجل تزوج امرأة، ولم يفرض لها صداقًا، ولم يدخل بها حتى مات، فقال ابن مسعود‏:‏ لها مثل صداق نسائها، لا وكس ولا شطط، وعليها العدة، ولها الميراث، فقام معقل بن سنان الأشجعي، فقال‏:‏ قضى رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ في بروع بنت واشق - امرأة منا - مثل ما قضيت، ففرح بها ابن مسعود، انتهى‏.‏ قال الترمذي‏:‏ حديث حسن صحيح، وروي عن الشافعي أنه رجع بمصر، وقال بحديث بروع، انتهى‏.‏ وأخرجه النسائي ‏[‏عند النسائي ‏"‏باب إباحة التزويج بغير صداق‏"‏ ص 88 - ج 2، وفي ‏"‏المستدرك - باب من تزوج ولم يفرض صداقًا‏"‏ ص 180 - ج 2، وقال‏:‏ صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجه‏]‏ عن زائدة بن قدامة عن منصور به، وقال‏:‏ فقام رجل من أشجع، ولم يسمه، وأخرجه أيضًا عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن علقمة عن عبد اللّه بنحوه، وقال‏:‏ فقام أناس من أشجع، ولم يسمهم، وبهذا السند رواه الحاكم في ‏"‏المستدرك‏"‏، وقال‏:‏ صحيح على شرط مسلم، وأخرجه أبو داود أيضًا ‏[‏عند أبي داود فيمن تزوج، ولم يسم صداقًا حتى مات‏:‏ ص 288 - ج 1‏]‏ عن قتادة عن خلاس، وأبي حسان عن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود أن ابن مسعود أفتى في رجل تزوج امرأة، ولم يفرض لها صداقًا، فمات عنها، ولم يدخل بها، فقال‏:‏ أقول‏:‏ إن لها صداقًا كصداق نسائها، لا وكس ولا شطط، ولها الميراث، وعليها العدة، فإن يك صوابًا فمن اللّه، وإن يك خطأ فمني ومن الشيطان، واللّه ورسوله بريئان، فقام ناس من أشجع فيهم الجراح، وأبو سنان، فقالوا‏:‏ نشهد أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ قضى في بروع بنت واشق - وأن زوجها هلال بن مرة الأشجعي - كما قضيت، قال‏:‏ ففرح ابن مسعود فرحًا شديدًا حين وافق قضاؤه قضاء رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، انتهى‏.‏ وبهذا السند والمتن رواه أحمد في ‏"‏مسنده‏"‏، قال الدارقطني في ‏"‏كتاب العلل‏"‏‏:‏ أحسن أسانيده حديث قتادة، إلا أنه لم يحفظ اسم الراوي عن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، انتهى‏.‏ ورواه ابن أبي شيبة في ‏"‏مصنفه‏"‏، وأحمد في ‏"‏مسنده‏"‏، ومن طريق أحمد رواه الحاكم في ‏"‏المستدرك‏"‏ ‏[‏في ‏"‏المستدرك‏"‏ ص 180 - ج 2‏.‏‏]‏ وقال‏:‏ صحيح على شرط الشيخين، وعن ابن أبي شيبة رواه ابن ماجه في ‏"‏سننه‏"‏ ‏[‏وعند ابن ماجه ‏"‏باب الرجل يتزوج ولا يفرض لها فيموت على ذلك‏"‏ ص 137، قلت‏:‏ واسم زوج بروع بنت واشق‏:‏ هلال بن مرة، ذكره ابن مندة في ‏"‏المعرفة‏"‏ وهو في ‏"‏مسند أحمد‏"‏ أيضًا، انتهى‏.‏ من ‏"‏التلخيص الحبير‏"‏ ص 311‏]‏ بسنده ومتنه، سواء، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن فراس عن الشعبي عن مسروق عن عبد اللّه، وسموه معقل بن سنان الأشجعي، ورواه البيهقي في ‏"‏سننه‏"‏ ‏[‏راجع ‏"‏سنن البيهقي‏"‏ من أول ‏"‏باب أحد الزوجين يموت ولم يفرض لها صداقًا‏"‏ ص 244 - ج 7، ومن آخره‏:‏ ص 246 - ج 7، وقال صاحب ‏"‏الجوهر النقي على هامش البيهقي‏"‏ ص 247 - ج 7، قلت‏:‏ أخرجه ابن حبان في ‏"‏صحيحه‏"‏ من طريق سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود، وكذلك أخرجه الترمذي، وقال‏:‏ حسن صحيح، وحكى الحاكم في ‏"‏المستدرك‏"‏ ص 180 - ج 2 عن شيخه أبي عبد اللّه محمد بن يعقوب الحافظ أنه قال‏:‏ لو حضرت الشافعي رضي اللّه عنه لقمت على رءوس أصحابه، وقلت‏:‏ قد صح الحديث، فقل به، وقال الحاكم‏:‏ إنما حكم شيخنا بصحته، لأن الثقة قد سمى فيه رجلًا من الصحابة، وهو معقل بن سنان، كما في حديث فراس عن الشعبي عن مسروق عن عبد اللّه، فصار الحديث على شرط الشيخين، انتهى‏]‏، وقال‏:‏ قال الشافعي‏:‏ لم أحفظه من وجه يثبت، فمرة يقال‏:‏ معقل بن سنان، ومرة يقال معقل بن يسار، ومرة عن بعض أشجع، ولا يسمى، قال البيهقي‏:‏ وهذا الاختلاف لا يؤثر في الحديث، فإن جميع هذه الروايات إسنادها صحيح، وفي بعضها ما دل على أن جماعة من أشجع شهدوا بذلك، فإن بعض الرواة سمى واحدًا، وبعضهم سمى آخر، وبعضهم سمى اثنين، وبعضهم لم يسم، وبمثله لا يرد الحديث، ولولا ثقة من رواه عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ لما كان لفرح عبد اللّه ابن مسعود بروايته معنى، وهذا عبد الرحمن بن مهدي إمام من أئمة الحديث، قد رواه، وذكر سنده، وقال‏:‏ هذا إسناد صحيح، وقد سمى فيه معقل بن سنان، وهو صحابي مشهور، ورواه يزيد بن هارون - وهو أحد الحفاظ - مع عبد الرحمن بن مهدي وغيره بإِسناد صحيح‏.‏ وذكر سنده، انتهى كلامه‏.‏ ورواه محمد بن الحسن في ‏"‏كتاب الآثار‏"‏ حدثنا أبو حنيفة عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم النخعي عن عبد اللّه بن مسعود، فذكره‏.‏ وسماه معقل بن يسار الأشجعي‏.‏